تفسير: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات”
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (1)
ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير معنى الآية السابقة من سورة الأحزاب نوجزها في ما يلي:
ورد في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: (قدس سره) (2)
الواحدي في أسباب النزول ومقاتل بن سليمان وأبو القاسم القشيري في تفسيرهما انه نزول قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (3) الآية في علي بن أبي طالب وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه ويكذبونه عليه ، وفي رواية مقاتل ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (4) يعني عليا وفاطمة ﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ قال ابن عباس: وذلك أن الله تعالى أرسل عليهم الجرب في جهنم فلا يزالون يحكون حتى تقطع أظفارهم ، ثم يحكون حتى تنسلخ جلودهم ، ثم يحكون حتى تظهر عظامهم ويقولون: ما هذا العذاب الذي نزل بنا ؟
فيقولون لهم: معاشر الأشقياء هذه عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمد.
وفي كتاب مستدرك سفينة البحار لسماحة الشيخ علي النمازي الشاهرودي: (5)
قال الله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾ (6). في الروايات الكثيرة من طرق العامة وصحاحهم أنهما نزلتا في أمير المؤمنين وفاطمة (عليهما السلام). وأن من آذاهما فقد آذى رسول الله ، ومن آذى الرسول فقد آذى الله تعالى.
وورد في كتاب مناقب أهل البيت (ع): (7)
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾ (8). قال في الكشاف: قيل: نزلت في ناس من المنافقين يؤذون عليا عليه السلام ويسمعونه (9). انتهى. ونحوه روى البيضاوي في تفسيره (10). وقال البغوي: قال مقاتل: نزلت في علي بن أبي طالب (11).
وجاء في تفسير القمي: (12)
وقوله ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (13) يعنى عليا وفاطمة ﴿ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾ (14) وهي جارية في الناس كلهم.
ورد نفس المضمون الأحاديث السابقة في مجموعة من الكتب منها:
1- تفسير الإمام العسكري (ع) – المنسوب إلى الإمام العسكري (ع) – ص 137 – 138
2- تفسير البغوي – البغوي – ج 3 – ص 543
3- تفسير النسفي – النسفي – ج 3 – ص 314 – 315
4- تفسير السمعاني – السمعاني – ج 4 – ص 306
5- بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج 36 – ص 188 – 189
6- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 38 – ص 66 – 68
1– الأحزاب/58
2– ج 3 – ص 12
3– الأحزاب/58
4– الأحزاب/58
5– ج 1 – ص 100
6– الأحزاب/58
7– المولى حيدر الشيرواني – ص 75
8– الأحزاب/58
9– الكشاف 3: 273.
10– أنور التنزيل 2: 247.
11– معالم التنزيل 4: 487.
12– علي بن إبراهيم القمي – ج 2 – ص 196
13– الأحزاب/58
14– الأحزاب/58